فن التواصل من أسرار النجاح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يسعى كل شخص إلى تحسين علاقاته الإنسانية مع من حوله، ويحاول
جاهدا أن يصل بعلاقته مع الآخرين سواء كانت فى حياته العائلية أو
الاجتماعية أو العملية إلى أحسن حال، وفى بعض الأحيان يجد صعوبة فى تحقيق
هذا التواصل، خاصة إذا كانت طبائع الآخرين مختلفة عنه. فأنت مثلا فى بعض
الأحيان تلتقى بأشخاص فى حياتك وتجد نفسك منسجما معهم انسجاما تاما، وتجد
أن هناك أشخاص آخرين يكون العكس هو الصحيح، فالسر هنا يكمن فى التوافق
والتواصل الطبيعى بين الشخصيات، ولكن التحدى الحقيقى فى تعلم فن الاتصال
الجيد مع اختلاف الشخصيات والأنماط المغايرة لطبيعتك لتصل إلى علاقتك مع
الآخر إلى أقصى درجات النجاح وبالتالى ينعكس على جميع مناحى حياتك أيضا
بالنجاح.
فعملية الاتصال هى التى يتم بها نقل المعلومات والمعانى والأفكار من شخص
إلى آخر أو آخرين بصورة تحقق الأهداف المنشودة، وهى العملية التى تجعل
أفكار الشخص ومشاعره معروفة للآخرين، وعن طريقها تنقل وتتبادل المعلومات
التى على أساسها يتوحد الفكر وتتفق المفاهيم وتتخذ القرارات لتحقيق
الأهداف.
ومهما تنوعت الرسالة تتوحد عناصر توصيلها فتتكون عملية الاتصال من العناصر
التالية : المُرسِل وهو صاحب الرسالة والذى يسعى إلى ترجمة وتسجيل أفكاره
ومشاعره فى شكل مفهوم، وتحويلها إلى رسالة موضوع الاتصال، وذلك باستخدام
وسيلة من وسائل الاتصال للتعبير عن مضمونها، ويتلقاها المستقبل بكيفية
معينة تعكس مدى تفهمه، وبالتالى تكون عملية استرجاع المعلومات لمعرفة مدى
نجاح استقبال المستقبل لمضمون الرسالة ذات أهمية كبيرة فى عملية التواصل
الفعال حتى يستطيع المرسل تصحيح وتحسين عملية الاتصال وبذلك تتم عملية
الاتصال مكتملة بالنجاح.
فالمرسل بما لديه من الأفكار والمعلومات التى يود أن ينقلها إلى الطرف
الآخر على شكل رسالة والتى يحول فيها الأفكار إلى مجموعة من الرموز ذات
معانى مشتركة بين المرسل والمستقبل، وذلك عن طريق استخدام وسيلة مناسبة
لإيصال الرسالة إلى المستقبل الذى يستقبل بدوره الرسالة من خلال حواسه
المختلفة (السمع، البصر، الشم، الذوق، اللمس) بصورة ناجحة وفعالة.
فوسائل الاتصال متنوعة ومختلفة فهناك الوسائل الكتابية، كالرسائل الداخلية
والمذكرات الداخلية والبطاقات البريدية والبرقيات والتقارير والنماذج،
والوسائل الشفوية مثل الحديث الشفوى والاجتماعات والمقابلات، والوسائل
المرئية مثل الصور والرسومات والرموز والإشارات، ولغة الجسد مثل النظر –
حركة الأيدى حركة الأرجل – تعابير الوجه وضع الجسم.
وقد تتم عملية الاتصال بنجاح فتصل الرسالة سليمة ويفهمها المستقبل ويتقبلها
ويتصرف حيالها حسب ما يتوقعه المرسِل، وقد تفشل عملية الاتصال فتصل
الرسالة إلى المستقبل ولكنه لا يفهمها أو لا يتقبلها ومن ثم لا يتصرف
بالنسبة لها كما يتوقع المرسِل، وربما لا تصل الرسالة على الإطلاق لسبب أو
لآخر أو قد تصل ناقصة أو مشوشة، فعلى المرسل أن يتحقق من نتيجة رسالته عن
طريق إرجاع الأثر والمقصود بذلك أن يحاط المرسِل بنتيجة رسالته.
وتساهم المهارات الشخصية فى الاتصال بتحسين الأداء وتحقيق الأهداف، حيث
يرسل الطرف الأول الرسالة، وبالتالى يتأثر بها الطرف الثانى ويتصرف حيالها
من خلال رده الفعل، ولذلك فإن سلوك الطرف الأول يحدد رده فعل الطرف الثانى،
فكلما زادت المهارات الشخصية فى التواصل كلما أعطت النتيجة المرجوة؛ ومن
أهم المهارات مهارة الاستماع، وأعنى هنا عملية الإصغاء وليست فقط وظيفة
الأذن فى تلقى الأصوات، ولكن الاستماع بانتباه إلى المعانى المتضمنة فيما
يقوله المرسل فهناك مقولة، إن متخذى القرارات الذين لا يصغون توجد لديهم
معلومات أقل لاتخاذ القرار السليم!
ومن مهارة الإصغاء تنتج مهارة التحدث أو المهارات الشفوية إنك إذا أردت أن
تكون متحدثا جيدا يجب أن تكون مستمعا جيدا وتتمثل فى القدرة على صياغة
الألفاظ وتوجيه المناقشات والتصرف العلمى واستخدام نبرات الصوت المناسبة.
أما المهارات غير الشفوية فى الاتصال فتتمثل فى لغة الجسد من تعبيرات الوجه
ونظرات العين وحركة ووضع الجسم والأيدى والأرجل، بالإضافة إلى مهارة
الإقناع والتفاوض للوصول إلى حلول مرضية لجميع الأفراد والحرص على خلق
المناخ المناسب والبيئة المصاحبة الجيدة لعملية التواصل وكيفية توفير
المناخ الأفضل لعملية الاستقبال بصورة فعالة.
وعملية التواصل لا تقتصر فقط على التواصل بين الأفراد ولكنها تشمل أى
طرفين تجمعهم كيان واحد، وينطبق هذا على التواصل داخل المؤسسات بين الرئيس
والمرؤوسين وداخل الدولة والحكومة بين المسئول وأفراد الشعب، فما يحدث
اليوم من تشتت فى الآراء وتخبط فى التوجهات ما هو إلا تعبير صارخ عن غياب
التواصل الفعال بين أطراف المجتمع، والذى أدى إلى تعدد الاعتصامات
والاحتجاجات النابعة من المطالب الفئوية بالحقوق من الجهات المختصة التى
تقف عاجزة عن مقابلة هذه الحقوق بالاستجابة... فهل يتعامل كل من الرئيس أو
المسئول من ناحية والمرؤوس وأفراد الشعب من ناحية أخرى بمهارات الاتصال
الجيدة حتى يستطيع توصيل رسالته بطريقة ناجحة، وبالتالى يكون حقق أهداف
الإدارة السليمة فى موقعه. أم أن الفجوة فى اتساع مستمر ما بين الطرفين وكل
يقف بجمود متمسك برسالته بدون محاولة التساؤل أو التأكد من إجابة السؤال
هل الرسالة وصلت؟؟؟
عملية الاتصال فى أبسط صورها هى نقل فكرة أو معلومات ومعان "رسالة" من شخص
(مرسِل) إلى شخص (مستقبِل) عن طريق معين (قناة اتصال) تختلف باختلاف
المواقف. وتنتقل الرسالة عبر قناة الاتصال على شكل رموز مفهومة ومتفق عليها
بين المرسِل والمستقبِل أو رموز شائعة فى المجتمع أو الحضارة التى تتضمنها
.
لكل من الرجل والمرأة أسلوبه الخاص فى التفكير، وأن عملية التواصل الفعال
هو سر نجاح التعامل مع شريك الحياة، بل مع كل أطراف المجتمع وفى جميع
المجالات فى العمل أو فى الحياة الخاصة.
منقول