خطأ شائع " كتابة ياء المخاطبة في غير مواضعها"
===============================
لماذا نضيف ياء المخاطبة في كل خطاباتنا للمؤنث ؟!
هل نكتب : بارك الله فيكي ، أم بارك الله فيكِ ؟
هل نكتب : فاطمة تناديكي ، أم فاطمة تناديكِ ؟
هل نكتب : أرسلتي لي رسالة ، أم أرسلتِ لي رسالة ؟
كيف نستطيع تمييز مواضع كتابتها ؟
الجواب ببساطة هو الانتباه الى علامات الأفعال ، الموجودة في باب الفعل .
الأفعال ثلاثة " ماض ، ومضارع ، وأمر " ولكل واحد منها علامات تخصه وتدل عليه .
لننظر معًا ونفرِّق :
ما ذكره الدكتور " عبد العال سالم مكرم " في كتابه تطبيقات نحوية وبلاغية :
علامات الفعل الماضي :
أولًا : أن يدلّ على زمن مضى .
ثانيًا : يقبل تاء التأنيث الساكنة .
علامات الفعل المضارع :
أولًا : أن يدلّ على الزمن الحاضر والمستقبل .
ثانيًًا : أن يقبل دخول " لم " .
علامات فعل الأمر :
أولًا : أن يدلّ على الطلب .
ثانيًا : أن يقبل " ياء المخاطبة " . انتهى كلامه .
والآن بعد عرض علامات كل فعل ، أين وجدتم أماكن وجود " ياء المخاطبة ؟ هل هي موجودة في جميع الأفعال ؟
لا بد أنكم ستقولون بحسب هذه العلامات أنها موجودة فقط في فعل الأمر .
إذن أزيد على ما ذكَرْتُ ؛ أن الفعل المضارع المبدوء بـ " الياء " أو "
التاء " قد تلحق به " واو الجماعة " أو " ألف الاثنين " أو" ياء المخاطبة "
، وهو ما يُسمى حينئذٍ بـ " الأفعال الخمسة " أو " الأمثلة الخمسة " .
إذن قد نجد " ياء المخاطبة " أيضًا في الفعل المضارع المبدوء " بالتاء " ،
وإن لم تكن من علاماته ، مثل " أنت تكتبين " " لنْ تكتبي " " لا تكتبي".
وبذلك نكون قد توصلنا معًا إلى قاعدة عامة وهي :
[ لا نكتب ياء المخاطبة إلّا مع فعل الأمر ، ومع الفعل المضارع إذا كان
مبدوءًا بـ " التاء " " من الأفعال الخمسة " ، وما عدا ذلك نكتبها كسرة ].
فلا نكتبها مع الفعل الماضي ، بل نرسم كسرة في آخر الكلمة ، هكذا " كَتَبْتِ "
ولا نكتبها بعد ضمير المخاطبة " الكاف " بل نرسم كسرة في أسفلها ، هكذا " يناديكِ "
ولا نكتبها مع " حرف خطاب المؤنث " الكاف " بل نرسم كسرة في أسفلها ، هكذا " كذلكِ "
إذن نقول : " بارك الله فيكِ " ، ولا نقول " بارك الله فيكي "
ونقول : " فاطمة تناديكِ " ولا نقول " فاطمة تناديكي "
ونقول : " أرسلتِ لي رسالة " ولا نقول " أرسلتي لي رسالة "
قال تعالى " " يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ "
" اقنتي ، اسجدي ، اركعي " : أفعال أمر ، إذن تلحق بها ياء المخاطبة .
لربكِ : الكاف ضمير المخاطبة ، لا تلحق بها ياء المخاطبة .
قال تعالى : " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ "
" اصطفاكِ ، طهركِ " أفعال ماضية ، لذا لا تلحق بها ياء المخاطبة .
قال تعالى " " قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ
يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا
قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
كذلكِ : الكاف حرف خطاب للمؤنثة لا تلحق به ياء المخاطبة .
هذا والله أعلم وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
لا نقول : " جزاكي الله خيرًا " ، بل نقول : " جزاكِ الله خيرًا " .
ولا نقول : " أَرْسَلتي لي رسالة " ، بل نقول : " أَرْسَلتِ لي رسالة "
منقول