كلمات لاتنسى لعظماء على فراش الموت
::::::::::::: أبو بكر الصديق رضي الله عنه :::::::::::::
حين وفات أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال : و جاءت سكرة الموت
بالحق ذلك ما كنت منه تحيد و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين ، فاغسلوهما و
كفنوني فيهما ، فإن الحي أولى بالجديد من الميت .و لما حضرته الوفاة أوصى
عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية ، إن أنت قبلت عني : إن لله عز
و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، و إن لله حقا بالنهار لا يقبله
بالليل ، و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، و إنما ثقلت موازين من
ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ، و ثقلت ذلك عليهم ، و
حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، و إنما خفت موازين من خفت
موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ، و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان
أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
::::::::::::: عمربن الخطاب رضى الله عنه :::::::::::::
جاء عبد الله بن عباس فقال: يا أمير المؤمنين ،
أسلمت حين كفر الناس ، و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله
الناس ، و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ، و توفي رسول الله صلى الله
عليه و سلم و هو عنك راض .فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه ، فقال :
المغرور من غررتموه ، و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت
به من هول المطلع .و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه
الذي مات فيه .فقال : ضع رأسي على الأرض .فقلت : ما عليك كان على الأرض
أو كان على فخذي ؟!فقال : لا أم لك ، ضعه على الأرض .فقال عبد الله :
فوضعته على الأرض .فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.
::::::::::::: عثمان بن عفان رضي الله عنه :::::::::::::
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو على فراش الموت
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين .اللهم إني أستعذيك و أستعينك على جميع أموري و أسألك
الصبر على بليتي .ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا .
ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا
شريك له وأن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في
القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها
يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
::::::::::::: علي بن أبي طالب رضي الله عنه :::::::::::::قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو على فراش
الموت بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟قالوا : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي ، و اسقوه من شرابي ، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ، و
إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .ثم أوصى الحسن أن يغسله و
قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا و أوصى : امشوا بي بين المشيتين
لا تسرعوا بي ، و لا تبطئوا ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه ، و إن كان شرا
ألقيتموني عن أكتافكم .
::::::::::::: معاذ بن جبل رضي الله عنه :::::::::::::
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو على فراش الموت
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة .. و جاءت ساعة الاحتضار
.. نادى ربه ... قائلا: يا رب إنني كنت أخافك ، و أنا اليوم أرجوك ..
اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار ، و لا لغرس الأشجار
.. و إنما لظمأ الهواجر ، و مكابدة الساعات ، و مزاحمة العلماء بالركب عند
حلق العلم . ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله . روى الترمذي أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبلو روى
البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبو بكر
.... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ
::::::::::::: بلال بن رباح رضي الله عنه :::::::::::::
حينما أتى بلال بن رباح رضي الله عنه الموت .. قالت
زوجته : وا حزناه . فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال :
لا تقولي واحزناه ، و قولي وا فرحاه غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .
::::::::::::: أبو ذر الغفاري رضي الله عنه :::::::::::::
لما حضرت أبو ذر الغفاري رضي الله عنه الوفاة ..
بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة
و ليس معنا ثوب يسعك كفنا .فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي
صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض
يشهده عصابة من المؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و
جماعة ، و أنا الذي أموت بفلاة ، و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت
ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟قالت : امرؤ من المسلمين
تكفونه ..فقالوا : من هو ؟قالت : أبو ذرقالوا : صاحب رسول الله ففدوه
بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث و قال : أنشدكم
بالله ، لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا فكل القوم كانوا نالوا
من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى و صلى عليه عبد
الله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين.
::::::::::::: أبوالدرداء رضي الله عنه:::::::::::::
لما جاء أبا الدرداء رضي الله عنه الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل
لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله.
::::::::::::: سلمان الفارسي رضي الله عنه :::::::::::::
بكى سلمان الفارسي رضي الله عنه عند موته ، فقيل له
: ما يبكيك ؟فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد
أحدنا كزاد الراكب ، و حولي هذه الأزواد و قيل : إنما كان حوله إجانة و
جفنة و مطهرة !الإجانة : إناء يجمع فيه الماء، و الجفنة : القصعة يوضع
فيها الماء و الطعام ، و المطهرة : إناء يتطهر فيه
::::::::::::: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ::::::::::::
لما حضر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الموت دعا
ابنه فقال : يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، إني أوصيك بخمس خصال ،
فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس ، فإن ذلك غنى فاضل .و دع مطلب الحاجات
إلى الناس ، فإن ذلك فقر حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور ، و لا تعمل
به . و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس ، فافعل . و
إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع ، كأنك لا تصلي بعدها .
::::::::::::: الحسن بن علي رضي الله عنه :::::::::::::
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما ، قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ، فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك ،
فإني لم أصب بمثلها !
::::::::::::: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :::::::::::::
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله :
أجلسوني .فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. ، ثم بكى .. و قال : الآن يا
معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام ..، أما كان هذا و غض
الشباب نضير ريان ؟!ثم بكى و قال : يا رب ، يا رب ، ارحم الشيخ العاصي ذا
القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم
يرج غيرك و لا وثق
بأحد سواك ... ثم فاضت رضي الله عنه
::::::::::::: عمرو بن العاص رضي الله عنه :::::::::::::
حينما حضر عمرو بن العاص الموت بكى طويلا و حول
وجهه إلى الجدار ، فقال له ابنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله .
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد شهادة أن لا
إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله، إني كنت على أطباق ثلاث.لقد رأيتني
و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني ، و لا أحب إلى أن
أكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل
النار.فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، أتيت النبي صلى الله عليه و سلم
فقلت : ابسط يمينك فلأبايعنك ، فبسط يمينه ، قال : فقضبت يدي .فقال : ما
لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي
.فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، و أن الهجرة تهدم ما كان
قبلها ، و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله
صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه ، و ما كنت أطيق أن أملأ عيني
منه إجلالا له ، و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه ، لأني لم أكن أملأ
عيني منه ، و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم ولينا
أشياء ، ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار ،
فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و
يقسم لحمها ، حتى أستأنس بكم ، و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
::::::::::::: أبو موسى الأشعري رضى الله عنه :::::::::::::
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة ، دعا
فتيانه ، و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ، فعلوا .فقال : اجلسوا
بي ، فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين ، إما ليوسعن قبري حتى تكون
كل زاوية أربعين ذراعا ، و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ، فلأنظرن إلى
منزلي فيها و إلى أزواجي ، و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم ،
ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي ، و ليصيبني من
روحها و ريحانها حتى أبعث .و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف
منه أضلاعي ، حتى يكون أضيق من كذا و كذا ، و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم
، فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و
الأغلال و القرناء ، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي
، ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث
.::::::::::::: سعد بن الربيع رضي الله عنه :::::::::::::
لما انتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجل من الصحابة بين
القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا
تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت
؟فقال سعد : اقرء على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره
أني ميت و أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة و أنفذت في ، فأنا هالك لا محالة ،
و اقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف
...::::::::::::: عبدالله بن عمر رضي الله عنهما :::::::::::::
قال عبد الله بن عمر قبل أن تفيض روحه : ما آسى من
الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ ا لهواجر ومكابدة الليل و مراوحة
الأقدام بالقيام لله عز و جل ، و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (و
لعله يقصد الحجاج و من معه)
.::::::::::::: عبادة بن الصامت رضي الله عنه :::::::::::::
لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال : أخرجوا
فراشي إلى الصحن ثم قال : اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل
علي ، فجمعوا له .... فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من
الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم
بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس عباده بيده ، القصاص يوم القيامة ، و
أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي
.فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم .فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... أحرج على
كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم
ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و
جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ...
ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار