عندما
تستغل المشاعر وتتحول إلى سوق للتجارة ،تنعدم قيمة تلك المشاعر وجوهرها
،فتصبح عديمة القيمة لإنها تصبح مجرد سلعة خالية من الشعور والاحساس.
كيف يمكن أن نشتري المشاعر التي لاتقدر بثمن وكيف يتم بيعها في سوق لامقر له إلا في قلوب الجشعين من المستثمرين العديمي الضمير ..
هل تتخيلون أن يدفع إنسان مبلغ من المال مقابل أن يلقى بعض الاهتمام والحب ؟؟؟
هل تتخيلون من يرضى بدفع قدر من الحب الكاذب لقاء مقابل مادي ؟؟
لقد ظهر نوع جديد من الاستثمار المادي المربح بإسم الحب (اسمه النصب مقابل الحب )...
للأسف انتشر بين الفتيات والشباب نوع حديث من الحب المبني على المصالح
المادية ،فحيث يوجد المال يوجد الحب بغض النظر عن ماهيته وكيفيته،وبالطبع
هو نوع من الحب الغير صادق والغير حقيقي والغير مستمر...
عند الفتيات وجدت مجموعة تشتكي حالها من استغلال الشاب لها ماديا ليستمر
معها في علاقة عاطفية ،والغريب في هذه المجموعة إنهن فتيات في أعمار ناضجة
في الثلاثين من العمر وفوقها ،ويسيرون مع شباب في سن العشرين ومافوق ،فما
هو سر العلاقة بين فتاة تجاوزت الثلاثين وبين شاب في بداية العشرينات ؟؟
السر وراء ذلك أن تلك الفتاة تكون قد تخطت سن الزواج وتشعر بحاجة للمشاعر والاهتمام وفي نفس الوقت تبحث عن فرصة في الزواج ..
وهنا يظهر لها شاب في العشرينات كمعجب يتحول إلى عاشق متيم بها مؤكدا لها أن فارق العمر لايهمه وكل مايهمه هو ذات الفتاة ...
وتبدأ العلاقة بوهم يكبر مع الأيام وتلك الفتاة ترضي نقصها بالمشاعر التي
يظهرها لها الشاب الصغير ،وشيئا فشيئا يظهر لها الشاب ضعفه المادي وأنه
لايستطيع في الاستمرار معها لإنه غير موظف وغير مقتدر ماديا فتارة يحتج
بعدم وجود رصيد كافي يمكنه من الاتصال بها ، وتارة يمثل عليها عدم قدرته
على شراء هدية لائقة بها ،وتارة يشكي لها من ديونه ومشاكله المادية بشكل
يدعو للشفقة وفي نفس الوقت لايظهر تسوله المباشر.
وهو هنا يحرك مشاعر الفتاة نحوه وعاطفتها عليه ،حيث تتكرم وتلبي له جميع
مطالبه المادية حتى تستمر العلاقة التي هي بحاجة إليها ،وهي تسير على وهم
كاذب بأن ذلك الشاب المعجب فرصة عمرها وعليها أن لاتضيعها مهما كلفها الثمن
..
وتتحول القصة إلى إدمان ،تدمن الفتاة وهم الحب ، ويدمن الشاب على أموال الفتاة الثرية المقتدرة التي تخطت سن الزواج ...
الشاب بذكاء يستغل عقدة الفتاة التي لم تحظى بفرصة زواج ،وأيضا لايتورع عن
استغلال مطلقة كبيرة بالعمر أو أرملة في سبيل أن تتحول معه إلى بطاقة صرف
آلي يدر عليه المال بلاتوقف ..
مستخدما أسلوب التهديد بتركها في حال بخلت عليه أو حرمته ماديا ...
وترجموا أنتم نوع تلك العلاقة ونجاحها من فشلها ،الغريب في الموضوع أن الفتاة تدرك أن الشاب يستغلها ومع ذلك تستمر ؟؟
بدون شك هناك خلل نفسي واجتماعي كبير وراء تلك الظاهرة الغير طبيعية،ونفس
الشيء ينطبق على النساء العاملات المتزوجات حيث يستغل بعض الأزواج مشاعر
الزوجة ماديا ،ويضغط عليها بحجة عدم ثقتها به وهو شريك عمرها، أو يلح عليها
بتوظيف المادة التي يأخذها منها لبناء مستقبلهم الأسري ...
هذه قصة من عشرت القصص أوردها هنا على سبيل المثل لا الحصر
نسرين امرأة غير عاملة تزوجت بإنسان ميسور الحال ،كان كريما معها فكان
يعطيها مبلغ من المال كمصروف شخصي نهاية كل شهر،نسرين كانت زوجة مدبرة ولم
تكن تصرف من المبلغ أي ريال بعد خمسة عشر سنة من الزواج جمعت مبلغا محترم
حوالي 60 ألف ريال،وطلبت من زوجها أن يشتري لها قطعة أرض ويساعدها لسد
النقص لو احتاج الأمر لذلك ،ليضمنا مستقبلا أفضل لأسرتهم ..
الزوج فرح بهذه الثروة التي لم يتوقع أن توفرها زوجته المدبرة ،ووعدها خيرا وعكف على البحث عن قطعة الأرض ،وبعد فترة من انتظار نسرين
فوجئت أن زوجها لم يكن يبحث عن قطعة أرض ولكنه كان يبحث عن عروس جديدة،تزوجها عليها بمالها هي ؟؟
لقد تحدثت مافيه الكفاية عن استغلال الرجل لعواطف ومال المرأة ...
وجاء الآن دور الشباب الذين يتم استغلالهم ماديا لقاء المشاعر التي تنقصهم ويبحثون عنها لدى الجنس الناعم ..
للأسف انتشر حديثا نوع مثير للعجب من الحب،حيث لاتتعرف بعض الفتيات إلا على شاب موسر ماديا ،وتبدأ بابتزازه ماديا منذ أول المشوار.
في بداية التعارف تفرض عليه شراء جوال بالشريحة حتى تتمكن من محادثته من
وراء أهلها ،وهذا طلب يرضخ له الشاب مرغما حتى يتمكن من التواصل معها
،فيشتري لها الجهاز طامعا بأكثر من المحادثة ...
مع الأيام تطالبه بشحن جوالها حتى تستمر في محادثته والتواصل معه واذا رفض
أو لم يتمكن من توفير الشحن ،تستخدم وسائل الضغط على أعصابه فهي تغلق
الجوال لتجبره على ملاحقتها وتوفير الشحن لها..
ثم تتفنن الفتاة في استغلال الشاب ماديا فهي تطالبه بهدية تثبت لها صدق حبه
ومكانتها لديه ،هدية عيدميلادها...ثم هدية عيد الفطر..هدية عيد الحب..
حتى تخترع له مناسبات ليست موجودة أصلا ..
وفي نهاية المطاف عندما يقصر معها الشاب ماديا ،أو يحاول استغلالها جسديا ،بكل سهولة ترمي الشريحة التي يعرفها وتغير كل معلوماتها ..
وتصبح نسجا من الخيال لايمكن الوصول إليه ..
ونفس الشيء ينطبق على الزوجات الطماعات الجشعات،فهناك نوع من الزوجات يعشق
المال والتسوق وحب المظاهر على حساب الزوج المسكين الذي قد لايمتلك سوى
دخلا محدودا..
مستغلة في ذلك حب الزوج لها وحبه لأولاده ،وبأسلوب الدلال تارة والمقاطعة والغنج تارة،والعدوانية تارة أخرى ...
حيث لالاتورع بعض الزوجات عن تنكيد حياة الزوج بمطالبها التي لاتنتهي،فهي
متابعة لكل موضة أزياء أو ديكور وأي صرعة في التكنولوجيا، ولا هدف لها سوى
أن تسير مع الموكب ،فلانة اشترت اذن لابد أن يشتري لي زوجي مثلها ،اختها
غيرت اثاث المنزل اذن لابد لها هي الأخرى من فعل نفس الشيء ،صديقتها اشترت
ثيابا ومجوهرات مستوردة ،إذن لماذا لايشتري لها الزوج أفضل منها ،فهي ليست
أقل من صديقتها حسنا ولا جمالا ولامالا ...
إنها تسأل الزوج باستمرار ،تلبية احتياجاتها المادية،ولكنها لم تسأل نفسها
يوما من أين يأتي لي زوجي بالمال رغم إنه ليس ثري ولايملك بنكا ؟؟
وربما تكثر حالة الزوجة المادية الأنانية ،في الزيجات التي تتم بين سعودين
وزوجات أجنبيات ،حيث تحاول الزوجة الأجنبية تأمين مستقبلها وتوفير المادة
لأهلها خارج السعودية ،وتحاول ضمان مستقبلها من مال زوجها الذي يعمل فوق
أرض الذهب الأسود ..
ولايسعني ذكر بعض القصص عن هذه النوعية من الزوجات الأجنبيات للأزواج
السعودين ،إلا إني سأذكر قصة قصيرة على سبيل ضرب المثل وهناك قصص يقشعر
منها البدن ..عن استغلال الأجنبيات للسعودين ماديا ثم التغرير بهم في
النهاية أيضا ..
هناك رجل سعودي تزوج من امرأة من شرق آسيا ،في البداية لم تكن متطلبة فلم
تهتم بالمهر ولا احتياجات الزواج وكان الزواج ميسرا جدا، مما شرح صدر الزوج
جدا ، واعتبر نفسه محظوظ للغاية..
البداية كانت جدا ذكية حيث كانت تنجب له كل سنتين طفل ،لتضمن ارتباطه
الوثيق بها ،بعد ذلك بدأت تطلب منه مزاولة أي مهنة تشغل فيها نفسها، فتاجرت
بكثير من الأشياء من الجوالات وحتى الذهب والمجوهرات
وكل المكاسب كانت توضع في حسابها البنكي الخاص،وكانت إنسانة متطلبة ماديا
لاتأكل هي وأبنائها إلا أغلى المأكولات وترتدي أغلى المجوهرات ..
اضطر الزوج للعمل في وظيفتين لتوفير متطلباتها الخاصة من مأكل وملبس ،بعد
سنوات جمعت الزوجة ثروة طائلة، وسافرت إلى موطنها واشترت مزرعة كبيرة وأرضا
وبنت منزلا فخما ...
وتحججت لزوجها بأن أموالها نفذت وإنها محتاجة لمال لإكمال بناء المنزل
رغم إنهم يسكنون في السعودية في منزل شعبي في منطقة نائية ؟؟
المهم مازال الزوج متورطا مع هذه الزوجة التي لاتشبع من افتراس المال
ومازالت الزوجة تخطط لانهاء مشروعها حتى تهاجر هي وأبنائها لبلدها الأم بعد أن تستنفذ آخر ريال مع زوجها المسكين ...
موضوع الزوجة المادية طويل وليس له نهاية ،ولايتوقف عند الزوجات
الأجنبيات،لكن للزوجات الأجنبيات دافع لهذا الاستغلال المادي ‘فهن لم يقبلن
الزواج من رجل سعودي والاستقرار في السعودية وترك بلادهم الزاخرة بالطبيعة
وترك أهاليهم إلا لضمان معيشة اقتصادية ممتازة ...
ليست كل الزوجات الأجنبيات يهدفن للعودة لبلدهن ،بعضهن يتأقلمن على المعيشة
داخل السعودية وخاصة أنهن يحصلن على الجنسية السعودية بسهولة ،لكن تحب
الأجنبية أن تضمن على الأقل منزلا باسمها داخل السعودية أو رصيدا بنكيا أو
حتى ثروة بعد وفاة الزوج في المستقبل ...
لكن مايؤسف له هو عندما تصبح الزوجة السعودية مستغلة ماديا ،وتركض وراء
الموضة والمظاهر الكاذبة ،وتحاول تقليد قريناتها في أي فعل مادي ..
وهذه النوعية من النساء تورث الزوج جبلا من الديون وبحرا من الهم ،ومؤكد أن
الزوج المستغل ماديا يعاني من نقص في شخصيته وقدرته على ضبط رغبات زوجته
المادية التي لاتنتهي ،فهو قد جاملها منذ البداية ليجد نفسه متورطا في
النهاية ..
أخيرا أي حب يبنى على مصلحة مادية ،حب عقيم فاشل ولايعتبر حبا أصلا
ولكنه نوع من المرض النفسي يجب التصدي له ...
أبدا لاتقبلوا بالدفع مقابل الحب ،ولا تدخلوا سوقا سوداء للمتاجرة بالمشاعر لإنكم ستدخلون حتما فخا لاخلاص منه ...