[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يبالغ بعض الآباء في عقاب أطفاله بسبب شعوره بالتعب أو مواجهته مشكلات
اجتماعية أو تعرضّه لتحديات مهنية، م يجعل الصغار مظلومين بدون ذنب من قبل
من يجدر به أن يشكّل الحماية لهم! ما هي انعكاسات هذا السلوك الخاطئ على
الصغير؟ "سيدتي" حملت هذا السؤال إلى الاختصاصية في علم النفس بمركز "مأب"
سوزان حسن:
من المعلوم أنّه يصدر بعض التصرّفات الخاطئة عن الطفل
بشكل يومي، ويلقى على عاتق الأهل بالطبع واجب تعديل هذه الأخيرة تفادياً
لئلا تغدو سلوكاً ينتهجه، عبر توجيهه بواسطة الكلام أو العقاب المعنوي
(تجاهله لبعض الوقت أو حبسه في داخل غرفته أو حرمانه من أمر يحبّه). أمّا
إذا كان الخطأ المرتكب بسيطاً لا يستحقّ معاقبة الطفل عليه، فيما يقوم أحد
الأبوين بتعنيفه بدنياً نتيجةً لإحباطات يعانيها أو مشكلات شخصية يواجهها،
فعندها يتحوّل العقاب إلى مجرّد تنفيس عن الغضب! ويوصف التعامل مع الطفل بـ
"العنيف"، إذا استخدم أحد الوالدين أو كلاهما عقوبات بدنية كالضرب الذي
تنتج عنه الجروح والكدمات والكسور والحروق، أو لفظية كالسخرية والإهانة
والتوبيخ والشتم، وكلاهما يؤثِّر سلباًً في شخصيّة الصغير المستقبلية! ففقد
الطفل للأمان وتعرّضه للتهديد والظلم يشعرانه بالإحباط فتضعف ثقته بنفسه
وبمن حوله، ويصيبه التردّد والبلادة وعدم تقدير الذات، وتنعدم لديه
الاستقلالية والمبادرة لأنه يخشى القيام بأيّ تصرّف تفادياً لئلا ينال
العقاب القاسي.
ويؤدّي عدوان الأم على طفلها إلى زعزعة استقراره
النفسي نتيجةً لشعوره بالقلق والتوتر والخوف من العقاب، فضلاً عن الشعور
بالعجز والنقص فيكون عرضةً للإصابة بالمشكلات النفسية (الخوف الشديد والهلع
والأحلام المزعجة (الكوابيس) والانطواء وصعوبة التركيز وصعوبات النوم).
وقد يقوم بالتبوّل اللاإرادي أو قضم أظافره.
وقد تزيد المبالغة في
العقاب البدني (الضرب المبرح) من عدوانيّة الصغير، ما يجعل ردّ فعله
الإمعان في سلوكه العدواني تجاه الآخرين، ما يجعل الأهل ينشئون طفلاً
عصبياً، لا يستطيع اتخاذ قراراته أو مواجهة مشكلاته، وبالتالي تحطيمه
نفسيّاً ومعنوياً.
بدون قصد!؟ لا تدرك الأم
غالباً أنها تؤذي طفلها عبر تصرّفها المذكور آنفاً، فإذا واجهها أحد بهذه
الحقيقة تنكر الأمر وتستشهد بأنها تسهر على راحته وتقدّم التضحيات في سبيله
وتبذل الجهد من أجل رسم ملامح السعادة على وجهه، غير مدركة حجم الخطأ الذي
ترتكبه في حقه! إلا أنّها سرعان ما تصاب بخيبة أمل كبيرة عندما يصبح
صغيرها سيئ السلوك، تتدنّى درجاته المدرسية فتعتبره مخطئاً وتوقع المزيد من
العقوبات عليه، في حين أنها مسؤولة عن الحال المتردّية التي وصلها!
حلول مناسبة وللتغلب على هذه المشكلة، يجدر بالأبوين مراجعة أخطائهما بأسرع وقت
تفادياً لئلا يدفع الطفل ثمن مشكلاتهما، مع ضرورة إدراكهما كيفية الفصل بين
حياتهما الشخصية أو مع زملائهما ورئيسهما في العمل وبين علاقتهما المميّزة
بطفلهما. وينبغي بالأم التنبّه إلى ضرورة مواجهة مشكلاتها وعدم الهروب
منها والبحث عن حلول لها، وألا تلجأ إلى تفريغ شحنات غضبها بسبب عجزها
وقلّة حيلتها في طفلها الصغير الذي لا حول له ولا قوة، مع ضرورة أن تتذكر
دوماً أنّ طفلها أمانة خصّها الله بها ليكون زينة حياتها، فالوالدان
مسؤولان عن توفير الراحة والطمأنينة والحماية له، ومن غير المعقول أن يأتيه
الظلم من قبلهما!
وتنصح الاختصاصية، في حال كان أحد الوالدين
يعاني مشكلات بضرورة التوجه مباشرةً إلى عيادات العلاج النفسي أو كلاهما
يواجهان مشكلة مشتركة مع بعضهما بضرورة استشارة متخصّص في العلاقات الزوجية
لمساعدتهما على حلّها قبل أن تستفحل ويبلغ ضررها أبناءهما، علماً أن ثمة
برامج تدريبية للوالدين تساعدهما على كيفية السيطرة على نوبات غضبهما حتى
تتقلص احتمالات اعتدائهما على أبنائهما جسدياً أو لفظياً أو نفسياً.