س : هل تعرض القران الكريم لما يسمى حديثا فلسفة التاريخ او قانون ازدهار الحضارات وانهيارها
وما عوامل الازدهار والانهيار ؟
ج : الجواب على ذلك : ان الحضارة طالما كانت قائمة على اسس من وضع البشر 00 غير محروسة
بقيم الهية 00 فان نهايتها هي الفناء 000 فشهوات النفس فيها محققة 00 وطلباتها مجابة 0 لكن
النفس محتاجة الى مايكبح جماحها 00 ويوقفها عند حدودها ويمنعها من الاندفاع وراء شهواتها
وهذه النقطة هي اساس مهمة الدين الذى يتولى ضبط النفس 00 وتهذيب شهواتها 0
ولذلك يصف ادعياء التحلل من يتمسك بدينه بانه رجعي وغير تقدمي اي : ليس منطلقا مع شهوات
نفسه 0
هذا هو السبب الاول فى اسهام الحضارة غير المنضبطة فى زوال القيم الحافظة لها 0
اما السبب الثاني : فساعطى مثلا له ليكون قريبا من الاذهان 000 قديما حيث كان الناس يذهبون الى
البئر للشراب ولا يجدون ماء 00 كانوا يلجاون الى الله فورا بالدعاء والرجاء ليستجيب لندائهم00
وهذا راجع الى انهم كانوا لايزالون في الفطرة والبداوة التى هي قريبة عهد بنظام الله واياته في الكون
اما اليوم فحين لا نجد الماء في المنزل نبحث في الصنبور لعله سد فنصلحه فان لم يكن كذلك بحثنا في
الانابيب لعلها مسدودة وهكذا 000 نلاحظ هنا كثرة الاسباب الظاهرة 00 وانشغال الناس بها الهاهم
واذهلهم عن الفاعل الحقبقي الخالق القدير 000000 الله 0
فطالما بعد العقل عن الفطرة بدا الانسان في الطغيان والغرور 000 فالدين هو المؤثر في نجاح الانسان
وليس العكس 000 فالدين هو الدين لايزال باقيا 00 والله تعالى منفرد بالالوهية شهدنا بذلك او لم
نشهد 0
وانتشار القلق والاضطراب والحروب اليوم انما هى حتمية ومنطقية لما تجنيه نظم العالم وقوانينه
واخلاقياته0 وصدق الله تعالى اذ يقول : ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض 0
س : هل هناك امثله لهذا القانون فى القران ؟
ج : نعم 000 الحضارات التى حدثنا عنها القران كثيرة منها حضارة عاد 000 وثمود 000 وفرعون
بمجرد ان طغوا اندكت تلك الحضارات 000 يقول الله : الم تر كيف فعل ربك بعاد 0 ارم ذات العماد0
التى لم يخلق مثلها في البلاد 0
اذن حضارة عاد كانت اغنى من حضارة الفراعنة 0 لان له وصفها بما لم يصف حضارة فرعون 000
وهى النتيجة اذن للانحراف ؟
وقوله تعالى : ان ربك لبالمرصاد 0
ومعنى ان الله لم يزاول تجربته في العصور القديمة فقط بل لاتزال يده في كونه وهو بالمرصاد لكل من
ينحرف عن منهج الحق القويم : بتركه يعلو لماذا ؟ لكى يهبط من علو 0
يكون علو ا لم يعطه تماسكا 0000 ومادام علوا لا يعطيه تماسكا فهو علو بلا جذور ولا اسس تسنده
فبمجرد ما جاء الانهيار جاء دفعة واحدة فلم يبق لهم اثر 0
وسبب اخر لانهيار الحضارة عرضه الله في قضية سبا قال تعالى :
لقد كان لسبا فى مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا بلدة طيبة ورب
غفور 0
لاتعتقدوا انكم بمهارتكم العقلية بنيتم سد مارب واصبحتم تتحكمون في قنواته 0 فلا تاخذون الاسباب من
الله 00000 فالفكر الذي يخطط 000 والحجر يبني به000 والماء من المطر 000 كلها عناصر من
عند الله 000 ماالذى لك في هذا ؟ لك توجبه طاقتك الحركيه في مواد مخلوقة لله 0
فاذا اعرض الانسان عن كل ذلك 00 واعتقد انه العامل فان الله يتركه لعمله 0000ومن هنا ياتيه
الخراب من جنس الاعمار 000 من ناحية السد نفسه : فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم 0
كان قد طلب منهم طلبين اثنين : كلوا من رزق ربكم 0 لكنهم لم يعترفوا برزق ربهم وقالوا : انه من
مهارتنا 0000واشكروا له 0000 ولكنهم لم يشكروا الله : فاعرضوا 0 عن الامرين جميعا
فارسلنا عليهم سيل العرم 0
لاتعتقد ان اسباب الازدهار تظل ازدهار فتفلت من الله 00000 بل هو يجعله سببا للدمار ايضا 000
فالله لم يخلق النواميس في الكون ويتركها 0
اذن لكي يظل الكون كونا يصح ان ينسب الانسان فيه على انه عبد الله 0 لابد ان ياخذ منهج حياته 00
وبعد ذلك حركة حياته وتنظيمها ممن خلقه وحده 0
اتمنى من الله ان اكون اعطيت الموضوع حقه من الشرح والتحليل وان تستفيدوا من هذا الطرح
ولكم مني كل حب ووفاء0
بقلمي