السلام عليكم
مفتاح السـعادة
لم تبقى سوى ساعات قليلة و سيسدل الستار على هذه السنة و تُطوى صفحتها
ليبدأ الإنسان مع سنة و صفحة جديدة نقية و بيضاء ليكمل ماهو عليه أو يجدد و يُصحح مساره
و لربما يتنازل عن الكثير من الأشياء و يستغني عنها و يسكر المرآة التي يرى بها
لحكمة ما تُخبئها نواميس السماء ,أنها تقول :أن المرء لا يستطيع أن ينظر إلى قفاه إلا بجمع المرآتين.
و لكل إنسان في هذه الحياة مفتاح السعادة مُخبأ بداخله و يتحكم في تحريكه كيفما يشاء
و بالطريقة المناسبة التي يراها و له إتجاهين
أولهما :السعادة التي يبحث عنه الكثير و لم يستطع بلوغها إلا القليل من تُراهم يا ترى !!
و الثاني :هو من عاش يبحث عنها و هي أقرب منه للأنفاس
و لكن لا يراها فاقد البصيرة ليس كمن فقد البصيرة
و الكثير الكثير موجود من هؤلاء يراهم الإنسان تائهين في هذه الحياة
يبحثون عنها و يضعيون في أثناء بحثهم عنها
و ينطبق عليهم المثل
(أردت عيش الحياة كما تريد نفسي فخانتني نفسي و عشت كما تريد الحياة)
لأنه ما وعدتهم به ماهو إلا متاع الغرور و تركتهم يلهثون ورائها
لتعطيهم وعود وهمية لن تتجسد على أرض الواقع مالم يتغير ما بداخل أنفسهم
لينسى الكثير منهم نفسه و أهله و أحبته لتغويه بكؤوس مسمومة بهيام
و يأسفاه !! و لما يستفيق مما هو فيه يجد قد ضاع كل شيء من بين يديه
فلا ينفعه الندم و الحسرة لأن ما باعه لا يُقدر بثمن و ما إشتراه لن يدوم له .
إلى هنا أريد الوقوف من مكاني لأبحث عن هواء نقي أستنشقه لأنه لم يعد كافياً
لأتذكر يتيماً يبكي ليلاً و نهاراً عن والديه لفقده حضن أمه و حنانها و لأب يسهر على رعايته و أمنه
و رُغم ذلك أرى إبتسامة على مُحياه إحترت في وصفها و نوراً من الأمل يملأ قلـبه
واصفاً سر ذلك أن الله معه و يتبعه في كل خطواته فليس له ما يخسره في هذه الحياة و يخشاه
و أن سعادته لرضاه بما قسمه الله له و مادام هو ماضٍ على ما شرعه الله تعالى في هذه الحياة
و كله يقين أنه سيلقى ما فقده في هذه الحياة في جنة الرحمن .
ذرفت الدموع لما رأته عيني و ما سمعته أذني لدرس في القناعة و الرضى في هذه الحياة
و أن السعادة فيها لا تُشترى و لا تُباع بالمال مالم يعرف الإنسان سر مفتاح الحياة السعيدة
لأنه هو من يُديره و ما عليه سوى أن يختار بين السعادة أو التعاسة .
و لأعمى يسألني عن ما أراه أمامي و ما أبصره , لأحكي له ما خلق الله في هذا الكون و أبدع
ليبتسم و يقول لي (سبحان الله و بحمده , سبحانه الله العظيم)
لأرى مشهد أخر أمامي هز كياني و زعزع الروح التي بداخلي
لأدعو الله أن يحفظه من كل شر و يُسدد خطاه.
و لمعاق على كرسي مُتحرك جراء حادث مرور خطير
يقول لي إشتقت للوقوف على قدماي و أن أعانق أهلي و أحبتي و أذهب حيثما أريد
و لكن رُغم ذلك كل ما أرى طفلاً صغيراً يجري من حولي أحضنه و أقبله لأنني ببساطة أعشق براء الأطفال
و تحيي الكثير من المشاعر و الأحاسيس بداخلي.
هنا ليس لي ما أضيفه عما سلف ذكره فرغم لكل واحد فيهم قصته إلا أنه سر واحد يجمع بينهم
و هو مفتاح السعادة الذي بداخل كل واحد منهم و عرف كيف يُديره بالطريقة المُثلى.
إلى هنا إليك أخي أدم
أرى الكثير يسخط و يقنط من رحمة الله و لا يرضى بما منحه فيها و يسير من ظلام إلى ظلام أخر
و خاصة لمن أعطاه العافية و الصحة في بدنه و فضله عن الكثير من عباده
ليدير مفتاح السعادة في إتجاه المُعاكس و غير الصحيح ليجد نفسه قد خسر دُنياه و أخرته
و لن ينال منها سوى الشقاء و الضياع في دروبها التي لا نهاية لها .
إلى أين أنت ماضٍ يا أدم و رُبما سيسدل الستار عن السنة القادمة و لن أكون أنا بينكم أو أنت الذي بين سطوري
فهل فكرت
كيف سُتقابل الله سُبحانه و تعالى و هل حاسبت نفسك قبل أن يُحاسبك !!