تقديرات إسرائيلية: تهديدات إيران بالانتقام مجرد خدعة
أشرف أبو جلالة من القاهرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما الحل مع إيران، سؤال يحيّر العديد من الإسرائيليين بين خيار العقوبات الأميركي أو الضربة العسكرية التي بدأت ملامح ترجح كفتها تطفو على السطح، لا سيما حسب تقارير تفيد أن تهديدات إيران لا طائل منها وكلفة الحرب معها مقبولة نسبياً.
نضرب او لا نضرب؟
القاهرة: شككت تقديرات استخباراتية إسرائيلية، مدعومة بدراسات أكاديمية، في الافتراض واسع النطاق الذي يتحدث عن أن القيام بهجوم عسكري على منشآت ايران النووية سيتمخض عن مجموعة كارثية من الأحداث، مثل نشوب نزاع هائل في المنطقة وحدوث أعمال إرهابية واسعة النطاق وارتفاع أسعار النفط إلى عنان السماء.
وخلصت التقديرات، التي تبناها إلى حد كبير أبرز المسؤولين الإسرائيليين، إلى أن التهديدات الإيرانية بالانتقام تشكِّل خدعةً إلى حد ما.
وقالت في هذا الصدد اليوم صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية إن تلك التقديرات تلعب دوراً مهماً في الحسابات التي تقوم بها إسرائيل بشأن ما إن كانت ستقوم في نهاية المطاف بضرب ايران أم لا، أو ستحاول إقناع الولايات المتحدة بفعل ذلك، حتى في الوقت الذي تواجه فيه طهران موجة صارمة جديدة من العقوبات الاقتصادية من جانب الغرب.
وسبق لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن صرّح لراديو إسرائيل في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي أن "الحرب ليست نزهة، لكن إن شعرت إسرائيل بأنها مجبرة على اتخاذ تلك الخطوة، فإنها ستتحمل الرد، ولن تصل أعداد القتلى إلى 100 ألف أو 10 آلاف أو ألف، ولن يتم تدمير دولة إسرائيل".
أما الحكومة الإيرانية التي تقول إن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية، فقد هددت بالفعل بإغلاق مضيق هرمز، وأنها سترد بكل قوتها العسكرية، في حال تعرضها لهجوم.
غير أن التقديرات الإسرائيلية ترفض تلك التهديدات التي يطلقها الجانب الإيراني باعتبارها تهديدات مبالغ فيها، وتابعت الصحيفة بقولها إن الشغل الشاغل في إسرائيل الآن، هو ذلك المتعلق بالنقاش الدائر حول حكمة وجدوى توجيه ضربة لإيران.
وبينما ذهب البعض إلى القول إن القيام بضربة عسكرية ناجحة لن يسفر عن نتائج أبعد من إرجاء أي برنامج تسلح نووي، وأنه قد يزيد من عزم ايران على امتلاك الأسلحة النووية، فإن المسؤولين الأمنيين قد تجنبوا التحدث مع الصحافيين أو الخوض في مناقشات بشأن الملف الإيراني.
وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حالة من الفوضى وبعد موافقة الأوروبيين على فرض عقوبات صارمة ضد ايران، وأوضحت النيويورك تايمز أن التقييمات الإستراتيجية من الممكن أن تفقد انتشارها سريعاً.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي ظل التطورات الحاصلة، تنتظر اسرائيل بضعة أشهر لترى النتائج التي ستتمخض عنها العقوبات، التي يراها كثير من الإسرائيليين غير كافية، وهو ما يجعل من الهجوم العسكري خياراً حقيقياً للغاية، ويُنظَر إلى تبعات الهجوم على أنها أقل خطورة من هجوم على ايران وهي بحوزتها أسلحة نووية.
وتابعت الصحيفة بإشارتها إلى أن التحليل الأساسي يرتكز على فحص لمصالح وقدرات ايران، جنباً إلى جنب مع الصراعات والتهديدات الأخيرة.
وأشار مسؤول إسرائيلي متقاعد، رفض الكشف عن هويته إلى دراسة داخلية قائلاً "أنا لا أقول إن إيران لن ترد، لكنها لن تكون مثل لندن خلال الحرب العالمية الثانية".
وتشير دراسة سينشرها قريباً معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب إلى أن التهديد الايراني بإغلاق مضيق هرمز يعد خدعة إلى حد ما، مؤكدة أن ايران لن تتمكن من إغلاق الممر المائي لأي مدة زمنية، وأنه لن يكون من مصلحة إيران أن تقوم بخطوة كهذه.
فيما أوضحت دراسة مستقلة أخرى نشرها للتو مركز "بيغن – السادات" للدراسات الإستراتيجية أن الخوف من شنّ حرب بالصواريخ على إسرائيل هو خوف مبالغ فيه لأن الصواريخ ستتمكن من إلحاق أضرار مادية محدودة فقط.
لكن معظم المحللين الإسرائيليين، مثلهم مثل معظم المسؤولين والمحللين في الخارج، يعترضون على مثل هذه الرؤى، ويؤكدون أن ايران تتحضر للقيام بهجوم منذ سنوات وأنها سترد بكل قوة، شأنها في ذلك شأن حلفائها، حزب الله وحركة حماس.
وسبق أن صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتقاده أن القيادة الإيرانية الحالية، التي سبق لها أن طالبت بتدمير اسرائيل والتي تمول وتسلح الجماعات المسلحة على الحدود الإسرائيلية، هي المكافئ العصري للنازيين الذين حاولوا القضاء على اليهود.
ويرى نتنياهو ومعه ايهود باراك أن العقوبات التي تستهدف القطاع المصرفي وقطاع الطاقة في ايران تعتبر وسائل حيوية للضغط على الحكومة الإيرانية داخلياً.
لكنهما يعتقدان أيضاً أن تلك العقوبات لن تبطئ برنامج البلاد النووي وهو ما جعلهم يعتبرون الخيار العسكري مسألة حيوية محتملة.
فيما ذهب احد أبرز المسؤولين الإسرائيليين السابقين إلى التحذير من مغبة إقدام باراك ونتنياهو على مهاجمة الجمهورية الإيرانية، لأن القيام بخطوة كهذه سيتمخض عن تداعيات وعواقب وخيمة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.