رغم مرور خمس سنوات على ترك للعمل الصحفي، ومحاولته للبحث عن عمل مشابه لمهنته السابقة في غزة حيث كان مذيعا في محطة محلية، لا يزال المذيع الضرير رمزي أبو الجديان في الثلاثينيات من العمل الذي يعمل حاليا في بيع القهوة في شوارع رام الله يحلم بالعودة إلى مهنته الأصلية، ويحلم بافتتاح إذاعة خاصة بالمعاقين في الضفة الغربية.
ويقول أبو الجديان لمراسل "بكرا" في رام الله، إنه ترك مهنته وضاقت به السبل بعد أن أغلقت حركة حماس الإذاعة التي يعمل بها، وهو يعمل بائعا للقهوة من أجل إطعام أطفاله الأربعة وزوجته وتغطية احتياجاته المعيشية المرتفعة في رام الله مقارنة بالحياة البسيطة في غزة.
وعمل رمزي أبو الجديان في إذاعة صوت الإرادة، وهي أول إذاعة من نوعها بفلسطين والعالم، أنشأتها اللجنة العليا للدفاع عن حقوق المعاق في مخيم اللاجئين في دير البلح وسط قطاع غزة، غير أن هذه الإذاعة توقفت عن العمل بعد مضايقات وضغوطات تعرضت لها الإذاعة من قبل الحكومة المقالة في قطاع غزة، وذلك بحسب مراقبين ومختصين بحقوق الإنسان، كان يعمل أبو الجديان موظف استعلامات في سلطة البيئة، قبل أن تسيطر حماس على القطاع ويغادر أبو الجديان إلى رام الله بحثا عن الاستقرار والطمأنينة.
الوصول إلى رام الله والبحث عن عمل
في تشرين أول من العام 2007، وصل أبو الجديان إلى مدينة رام الله، برفقة شقيقه الضرير أحمد في الصف السادس الابتدائي، ويدرس في مدرسة خاصة بالمعاقين في بيت لحم، تاركاً ورائه عائلته وزوجته وابنه الوحيد وبناته الثلاثة، يعيش اليوم أبو الجديان هو وشقيقه أحمد في شقة متواضعة الحال في أم الشرايط وهي إحدى مناطق المدينة الأقل ترفا أن صح التعبير، يرافقه في التجوال والترحال شقيقه الضرير احمد الذي لا يستطيع أن يبقيه وحيدا في المنزل خوفا عليه.
أبو الجديان حاصل على شهادة الثانوية العامة، وعلى دورات في الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة ، وشبكة أمين انترنيوز الإعلامية، حاول الحصول على فرصة عمل في الإذاعات المحلية برام الله ، غير إن محاولاته لم تفلح بالنجاح كونه ضرير كما يقول، والمجتمع لا يزال ينظر بدونية لذوي الاحتياجات الخاصة ، ولا يفهم نظرية المعاق والإعلام، وهو يتمنى أن يجد فرصة عمل للعمل كمذيع يتناول قضايا وهموم وآمال المعاقين ويكون الصوت الناطق باسمهم .
أبواب الرزق المغلقة
أبواب الرزق المغلقة في وجهه دفعته إلى الإصرار والتحدي للبحث عن لقمة عيش وسط أشواك ودروب صعبة، فهو يتجول اليوم في شوارع مدينة رام الله الرئيسية حاملا معه "برادات قهوة " ، وينادي "قهوة... قهوة ... لعله يفلح في اجتذاب الزبائن وجمع مصروفه اليومي.
وأكد انه بعد الانقسام ازداد الوضع سوءا ولأنه لم يجد عملا بعد إغلاق الإذاعة، جاء باحثا في الإذاعات المحلية عن عمل ولكنه لم يستطع ان يحصل على عمل، ولا يزال ينتظر الإجابات من هذه الإذاعات، وبعد إنعدام الامل لم يجدد أمامه سوى بيع القهوة في الشارع.
ويصف نفسه بأنه من النوع المتمرد الذي يتمرد على الواقع، قائلا " أن عملت مذيع ومدير إذاعة وموظف ليس لدي مشكلة أن اعمل في بيع القهوة من أجل الحصول على رزق أبنائي، وأنا غير مستعد أن أذهب للتسول من أي إنسان".
ونجح رمزي في التمسك بأحلامه وعدم الخضوع للواقع المرير وهو يأمل بإنشاء إذاعة يدها هو في حال توفر ممول لهذه الإذاعة.