'' أبو بكر بن عبد الله العيدروس (851 - 914 ه = 1447 - 1509 م)
أبو بكر بن عبد الله الشاذلي العيدروس، من آل باعلوي: مبتكر القهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن. كان صالحا زاهدا. ولد في تريم (بحضرموت) وقام بسياحة طويلة، ورأى البن في اليمن، فاقتات به فأعجبه، فاتخذه قوتا وشرابا وأرشد أتباعه إليه، فانتشر في اليمن ثم في الحجاز والشام ومصر، ثم في العالم كله. وأقام بعدن 25 سنة وتوفي بها. له كتاب في علم القوم سماه (الجزء اللطيف في علم التحكيم الشريف) تصوف، على طريقة الشاذلية، و (ثلاثة أوراد) ونظم ضعيف جمع في (ديوان). ولجمال الدين بحرق الحضرمي كتاب فيه سماه (مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس).
هو الإمام أبو بكر بن عبد الله العيدروس بن ابي بكر بن عبدالرحمن السقاف، المولود بتريم سنة 851هـ، ووالدته المرأة الصالحة عائشة بنت عمر (المتوفاة سنة 888هـ)، والدها صاحب جامع المحضار الشهير بعمارته المعروفة، واشتهر بالعدني لإقامته بها حوالي (25) سنة إلى أن توفي ودفن بعدن، فصار يعرف بأبي بكر العدني، تلقى العلم عن والده، وحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنوات، كما أخذ العلم عن كبار علماء حضرموت وعدن وزبيد وبلاد الحرمين، وتصدر للتدريس سنة 865هـ، وعمره حوالي 14 سنة، وحل مكان والده وأحسن الإقامة في مقامه.
سكن عدن وأقام فيها بطلب من أهلها وكبار رجالها وأعيانها حيث دخلها يوم 13 ربيع الثاني سنة 889هـ وهكذا صار هذا اليوم تخليداً لهذه الذكرى التي لن ينساها أهل عدن الذين أحبوه وأحبهم، وبقيت المحبة متصلة بالأجيال الماضية والحاضرة، وها هم اليوم وغداً إن شاء الله مستمرون في المحبة والتعاون فيما بين أهل عدن ومناصب آل العيدروس، وسنتحدث عن آل العيدروس في السطور القادمة. وفي عدن اشتهر الإمام أبوبكر وعلا نجمه، وأتى إليه طلبة العلم من جميع الجهات للأخذ عنه وهم كثيرون، ومن أبرزهم علامة مكة جار الله محمد بن فهد، والشيخ محمد عمر بحرق الحضرمي، والعلامة حسين بن صديق الأهدل، وللإمام أبي بكر مجموعة مؤلفات منها كتاب (الجزء اللطيف في التحكيم الشريف)، ذكر فيه مشايخه الذين أخذ عنهم، وله ديوان شعر اسمه (محجة السالك)، طبعاً عدة مرات، وكانت وفاته ليلة الثلاثاء تاريخ 14 شوال سنة 914هـ، وقد رثاه جملة من علماء العالم الإسلامي المعروفين في ذلك العهد، وكما سبق أن قلنا كان بناء المسجد سنة 889هـ ثم أعيد بناؤه سنة 925هـ، حيث قام بعمارته الأمير مـرجان الـظـافـري المتوفى بعدن سنة 927هـ .
كما جددت عمارته أكثر من مرة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، وكان آخرها في منتصف القرن الثالث عشر، حيث وفق الله لعمارته وتجديده أحد المحبين لعمل الخير الرجل الصالح إسماعيل بن حبيب الميمني، وكان من الرجال المعروفين في بومبي الهند، وله مبرات وأعمال خيرية، وقد استغرق عمل البناء مدة عامين خلال الفترة (1270-1272هـ) وصرف على عملية تجديده أكثر من مائة ألف روبية، جعل الله عمله هذا في ميزان حسناته. وفي أواخر القرن الرابع عشر كانت آخر توسعة للمسجد في عهد منصب عدن مصطفى بن زين، كما كانت آخر عملية ترميم سنة 1413هـ والتي تم فيها إضافة رباط التربية الإسلامية.