عرض التلفزيون الروسي مطلع تسعينات القرن الماضي أحد البرامج الفكاهية المحلية حيث دار حوار بين صديقين فسأل الأول: هل أستطيع ان أدعو الملكة لتناول الشاي ؟ فرد الثاني: نعم لكن هذا لا يعني انها ستوافق.
بالفعل هذا لا يعني انها ستوافق. لكن ملكة العرش البريطاني إليزابيث الثانية وافقت ولبت دعوة لحضور حفل زفاف المواطنين جون وفرانسيس كانينغ، ليتحول حفل الزفاف الى عرس ملكي بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
بدأت حكاية دعوة الملكة حين حجز جون وفرانسيس قاعة البلدية للاحتفال بزواجهما. بعد مضي بعض الوقت اتصل أحد موظفي البلدية بجون ليحيطه علماً بأن البلدية ستشهد "مناسبة ملكية مهمة" في يوم زفافه. استقبل الشاب هذا الخبر بحماس شديد وقرر ألا يفوت فرصة دعوة الملكة لحضور عرسه، فبعث برسالة الى قصر بوكنغهام مرفقة بدعوة لجلالة الملكة إليزابيث الثانية. فوجئ جون وفرانسيس حين استلما رداً من القصر، عبّرت فيه الملكة عن شكرها للدعوة واعتقدا ان الأمر انتهى عند هذا الحد. لكنهما أصيبا بالذهول حين ظهرت الملكة وزوجها الأمير فيليب لتقديم التهنئة لهما.
"سألتنا الملكة عن الأحاسيس التي انتابتنا في هذا اليوم بينما استفسر الأمير فيليب عن أي منطقة في إيطاليا ننوي قضاء شهر العسل. لقد علموا كل شئ عنا." بهذه الكلمات وصف جون كانينغ الحوار الذي دار بينه وزوجته من جهة والملكة والأمير فيليب من جهة أخرى، كما ذكرت صحيفة Sun البريطانية.
وعبر جون وفرانسيس مالكا سلسلة صالونات تجميل في العاصمة البريطانية عن شعورهما بالامتنان للملكة إليزابيث الثانية، التي أجرت بعض التعديلات على جدول ذلك اليوم، كي يتسنى لها تلبية الدعوة وحضور حفل الزفاف.
ما من شك ان جون كانينيغ لم يكن أول شخص يوجه دعوة للمكلة إليزابيث الثانية لحضور مناسبة مهمة بالنسبة له، لكن قبول الملكة لدعوته منح رسالته نكهة أمل أصبح يداعب الكثير من البريطانيين، الذين يحتفلون في هذه الأيام بالذكرى الـ 60 لتربع إليزابيث الثانية ملكة على بلادهم، بأن تحوّل مناسباتهم السعيدة الى حدث لا يُنسى