وضع السودان شروطا للتفاوض مع دولة جنوب السودان بعد استرداده
مدينة هلجيج من الجيش الشعبي، فيما حصلت الجزيرة على صور خاصة
للمعارك بالمدينة.
وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية أمين حسن عمر -في مقابلة مع
الجزيرة من الخرطوم- إن على جوبا أن تتوقف عن الحرب ودعم الحركات المتمردة
على السودان أولا ثم تتحدث عن التفاوض.
وقد حصلت الجزيرة على صور من هجليج تظهر حرائق ودمارا لحق بمستشفى
المدينة والمنشآت النفطية.
كما تظهر الصور آثار المعارك وقتلى الجيش الشعبي في المدينة. وقالت
وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية سناء حمد إن الجيش الشعبي التابع
لجنوب السودان فجر المحطة الأولى لخط الأنابيب الناقل للنفط مما أدى إلى
إشعال الحرائق فيه.
البشير ينفي
وكان الرئيس السوداني عمر البشير نفي خلال تجمع
حاشد بالخرطوم أن تكون قوات جنوب السودان قد انسحبت من هجليج قائلا إن
قواته دخلت بعد أن هزمت قوات الجيش الشعبي، على حد تعبيره. وذلك بعد إعلان
رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أن قواته لا تزال بهجليج وستكمل
انسحابها خلال ثلاثة أيام.
وأضاف البشير أن بلاده لن تسمح بمرور نفط جنوب السودان عبر خطوط ومنشآت السودان في المستقبل "حتى ولو دفعت نصف قيمته للسودان".
وقال إن جنوب السودان هو الذي بدأ الحرب، لكن السودانيين هم الذين حددوا
نهايتها. وتحدى نظيره الجنوبي أنه إذا كان أصدر توجيهات لقواته بالانسحاب
فليصدر لهم تعليمات جديدة بعدم الانسحاب والبقاء في المدينة.
وأمر الرئيس السوداني بتحرير كل المواقع التي تحتلها قوات الجبهة
الثورية التي تقودها الحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان
و النيل الأزرق ، مضيفا أن "هناك مواقع لا تزال مدنسة بوجود
المتمردين بها".
واتهم جهات لم يسمها بدعم حكومة جنوب السودان في مواقفها "المعادية
للسودان"، واعدا بعدم التوقف "إلا بعد تحرير الأرض السودانية ومواطني
الجنوب من الحركة الشعبية".
وجاء حديث البشير بعد بيان تلاه وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين أعلن
فيه إن القوات المسلحة "تمكنت من تحرير هجليج وتطهيرها من قوات جنوب
السودان"، وبعد الإعلان خرج مواطنون في العاصمة الخرطوم والعديد من مدن
البلاد احتفالا وفرحا بانتصار القوات المسلحة السودانية واسترداد المدينة.
شروط جوبا
على الجانب الآخر أكد جيش جنوب السودان أن قواته لا
تزال في منطقة هجليج، وأنها لن تغادرها إلا بشروط حددتها جوبا، وأبرزها وقف
الغارات السودانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي العقيد فيليب أغوير إن "رجالنا لا يزالون
داخل هجليج، والجيش السوداني الجنوبي لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة".
وكان جنوب السودان رفض في وقت سابق الانسحاب من هجليج واشترط نشر قوات
مراقبة دولية وانسحاب القوات السودانية من منطقة أبيي المتنازع عليها.
أوباما يدعو
في الأثناء دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما
إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي
الدولتين لحل النزاع بينهما ودعا الخرطوم إلى وقف أعمالها العسكرية كما دعا
جوبا إلى وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان.
وقال أوباما في رسالة إلى شعبي البلدين مسجلة على شريط فيديو "نعرف ما
نحتاج إليه. على حكومة السودان وقف أعمالها العسكرية بما في ذلك القصف
الجوي، وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل
السودان ووقف أعمالها العسكرية عبر الحدود".
وحقل هجليج النفطي حيوي لاقتصاد السودان فهو ينتج نصف إنتاج الدولة
البالغ 115 ألف برميل يوميا،. وقال مسؤول نفطي الأربعاء الماضي إن السودان
خسر نحو أربعين ألف برميل يوميا من الإنتاج بسبب القتال.
وكانت دولة جنوب السودان -التي لا تطل على سواحل بحرية- قد أوقفت بالفعل
إنتاجها البالغ 350 ألف برميل يوميا بسبب خلاف مع الخرطوم بشأن رسوم عبور
نفطها عبر الشمال.
وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو/تموز الماضي إثر استفتاء على
تقرير المصير بموجب اتفاقية سلام وقعت عام 2005، وما زال البلدان يتنازعان
بشأن عدد من القضايا أكثرها حساسية الحدود والنفط.