حيــاؤنا والإعلام في رمضان
رمضان يجمعنا، رمضان يقربنا، رمضان على قمرنا
وغيرها كلمات رنانة في آذاننا وقلوبنا
قبل الشهر الكريم بشهور قليلة
تنافس شديد على اقتناء أقوى المسلسلات والأفلام: الكوميديا والدراما.... برامج
الطبخ والديكور...
كل هذا وذلك لنسلي صيامنا ونقتل الوقت الذي يحسب علينا بالأنفاس
عند رب الناس و ننسى جوعنا فنطعم عقولنا و قلوبنا
قنوات تحبنا لدرجة أنها تصرف الأموال الطائلة لترضينا
وتأتينا بأطباق منوعة من الأفلام الرخيصة والمسلسلات التافهة
مستهترة بعقولنا مشوهة صورة ديننا مختصرة له في فئة متطرفة
مظهرة ما تريد وكما تريد حسب فهم المخرج والممثل لمنهج الله
فتصير الصياغة مائعة ومنهج الله منها بريء
فهل نحن فعلا محتاجون لنسلي صيامنا ؟ أم لنصوم بكل جوارحنا ونتقرب لله عز
وجل خالقنا والذي بيده كل شيء لنفوز بالجنة لا بزقوم النار؟
وهل نحن فعلا بهذه التفاهة والسطحية ؟ أم نحن عقلاء نجعل الشرع منهجا لحياتنا
ونجعل لحياتنا قيمة بأهداف خالدة ؟
وهل نحن فعلا معاول بناء في جسد أمتنا ؟ أم معاول هدم وتخريب لقيمنا
ومبادئنا ليأتي الجيل القادم فيجد نفسه تحت أنقاض ما هدمنا ؟
ألهذه الدرجة ألغينا عقولنا وأيقظنا غرائزنا وأهواءنا لتقودنا ؟
أم أننا نرجع كل تفاصيل حياتنا لمنهج خالقنا وهو الأعلم بنا ؟
إنا راحلون لا محالة فهل نحن جاهزون ؟
كلنا في سفينة واحدة إما ننجو وإما نغرق، فهل فعلا ندرك مدى خطورة أفعالنا ؟
ننبهر بالقشور ونعرض عن الجوهر ؟
أم نفلح فقط في انتقاد بعضنا والتقاط الصور مع فنانينا
الذين نحلم أن نكون مثلهم؟
بل وأيضا ندعو الله أن يوفقهم في مسيرتهم المهلكة
ونتزود من سيئاتهم الجارية ؟
فمتى نميز بين الحياء تاج الأتقياء وبين البذاءة صفة الأشقياء
ومتى ندرك أن الحياة ساعة فإما نعيم مقيم أو حياة في الجحيم
و لقد قال خالقنا والذي بيديه مصائرنا سبحانه و تعالى :
فلنفق من سباتنا و لنجعل رمضان هذا العام يجمعنا نعم يقربنا و لكن إلى الله إلى
جنانه
ونعيمه إلى حياة هانئة لا معيشة ضنكا مغمسة في المعصية
ألم يقل رب العزة و الجلال خالق كل شيء
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا
وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)سورة طه
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا
وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا
مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله
الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل
مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا
تسلط علينا من لا يرحمنا
اللهم آمين إنك على كل شيء قدير