وردة فنانة اغضبت رؤساء مصر لكنها تغلغلت في وجدان شعبها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الفنانة
وردة الجزائرية صاحبة الصوت المميز التي توفيت الخميس في القاهرة اغضبت
ثلاثة رؤساء مصريين الا انها عرفت كيف تتغلغل في وجدان شعب هذا البلد.
يؤكد
الملحن والموسيقار حلمي بكر لوكالة فرانس برس ان وردة "تعرضت خلال اقامتها
ورحلتها الفنية في مصر الى الظلم ثلاث مرات بقرار من ثلاثة رؤساء مصريين".
واوضح
ان "اولها كان قيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بابعادها عن مصر
عندما تسربت اليه انباء عن علاقة تربطها بالمشير عبد الحكيم، رغم انها لم
ترتبط بعلاقة به".
واضاف "ثاني المظالم التي وقعت على وردة كانت في
عهد الرئيس السادات عندما قامت وردة بالغناء في ليبيا ل(معمر) القذافي في
فترة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مصر وليبيا، واعتبرها السادات تصرفا
غير لائق فمنعها من الغناء قائلا "قرصة ودن لبنتنا حتى ما تكررش ده تاني"
الا انه بعد فترة طلب من وزير الثقافة حينها عبد المنعم الصاوي السماح
لوردة بالعودة للغناء".
وتابع "اما الظلم الأخير الذي وقع عليها
فكان في عهد الرئيس محمد حسني مبارك عندما قالت للجنود "الريس بقولكم
تصفقوا" واعتبر هذا القول خروجا عن البرتوكول فتم منعها من الغناء بشكل غير
معلن".
وأثنى حلمي بكر على صوت الفنانة قائلا انه "صوت معدني مثقف
وقوي وتستطيع إخراج الصوت من ممرات محددة، وهي تشابه في صوتها رغم تميزه،
أصوات كبار المطربات مثل أسمهان وليلى مراد".
وأشار بكر الى انه "التقى وردة الجزائرية اثر مشاركتها في اوبريت "الوطن الاكبر" وقمت بتلحين حوالي 13 أغنية لها".
وأكد
أن "أجمل ما في وردة أنها لم تكن تقبل الحصول على اجر عن أغانيها الوطنية
التي قدمتها وقامت بزيارة الجبهة على قناة السويس مع بليغ حمدي ومعي وقد
أسعدها غناء الجنود أغنيتها الوطنية و"انا على الربابة اغني".
وكانت
وردة فتوكي وهو اسمها الأصلي، بدأت الغناء في نادي والدها الليلي في فرنسا
وتدربت على يد الفنان التونسي الراحل الصادق ثريا على أغاني أم كلثوم
ومحمد عبد الوهاب.
وحضرت الى القاهرة بناء على دعوة المخرج والمنتج حلمي رفلة لتقوم بدور المظ في فيلم "المظ وعبده الحمولي".
وقد
اختارها في الخمسينات لخصوصية صوتها لتقديم دور المغنية المظ التي كانت
ابرز مغنية عرفتها القصور الملكية المصرية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن
العشرين.
وقدمت في هذا الفيلم عدة اغان أبرزها "يا نخلتين في العلالي يا بلح" و"وروحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله".
وأكد
الإعلامي وجدي الحكيم لوكالة فرانس برس أن وردة كانت تقول أنها "سعيدة
بأنها غنت ونجحت في عصر ام كلثوم لان نجاحها يؤكد على أنها مغنية جيدة في
عصر أم كلثوم".
وأوضح أن "الفنانة الراحلة كانت تستعد لغناء أغنية
مطورة عن أغنيتها الوطنية "وانا على الربابة بغني" بعنوان "احنا كلنا ولادك
يا مصر" احتفالا بثورة 25 يناير والتي كان من المفروض ان تشدو بها بعد
الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد ايام".
وردة المولودة من أب
جزائري وأم لبنانية، ولدت العام 1939 بحسب بعض المصادر أي أنها توفيت عن 73
عاما في حين تشير مصادر أخرى الى أن عمرها ناهز الثمانين.
حافظت
وردة على علاقتها بمصر، البلد الذي شهد شهرتها ومشوارها الفني الحقيقي بدءا
بمشاركتها في فيلم "المظ وعبده الحمولي" مرورا بمشاركتها كبار الأصوات
العربية المعروفة في حينه غناء اوبريت "وطني الأكبر" لمحمد عبد الوهاب الى
جانب عبد الحليم حافظ وصباح ونجاة الصغيرة وشادية وغيرهم.
وهذه
المشاركة بحسب النقاد الفنيين في صحيفتي "الشروق" و"الوفد" دليل على
"التميز الحقيقي لصوت الفنانة الراحلة فهي من أخر أربعة عمالقة في الغناء
العربي الى جانب فيروز والفنانة المعتزلة نجاة الصغيرة والفنانة المريضة
صباح".
واعتبر وجدي الحكيم الذي كان احد اقرب أصدقاء الفنان الراحل
عبد الحليم حافظ ان وردة "تربت على الفن الراقي، وتعاملت مع أهم الشعراء
والملحنين في حينه بدءا بمحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ورياض السنباطي
وكمال الطويل وفريد الاطرش وسيد مكاوي وصلاح الشرنوبي وغيرهم".
وتابع
"اختارت أغانيها من شعر اهم شعراء الغناء المصريين في ذلك الوقت مأمون
الشناوي وحسين السيد ومحمد حمزة وعبد الوهاب محمد وعبد الرحمن الابنودي
وغيرهم".
وكانت وردة عادت الى مصر بعد رحيل عبد الناصر وطلاقها من
زوجها في الجزائر العام 1972، لتضيف لرصيدها الفني العديد من الأعمال التي
أصبحت من الأغنيات التي يتبارى المطربون والمطربات على أدائها ومن بينها
"حكايتي مع الزمان" و"بتونس بيك" وغيرهما.
وشاركت في بطولة افلام
عدة من بينها فيلم مع رشدي اباظة بعنوان "أميرة العرب" وفيلم ثان مع حسن
يوسف "حكايتي مع الزمان" وفيلم "ليه يا دنيا" مع محمود ياسين وصلاح السعدني
وفيلم "اه ليه يا زمان" وفيلم "صوت الحب" وغيرها من الأفلام التي التقت
فيها مع نجوم السينما المصرية في حينه.
وبلغت الذروة بعد لقائها
الموسيقار بليغ حمدي وزواجهما إذ أدت مجموعة مهمة من الأغاني من بينها
أغنية شاركها بليغ في أدائها هي "روح عد حبات المطر".
ويحفل رصيد وردة الجزائرية بعدد كبير من الأغاني الذائعة الصيت في العالم العربي.
وعادت الى السينما العام 1994 بفيلم "ليه يا دنيا" وقدمت اول مسلسل لها على التلفزيون العام 1977 بعنوان "أوراق الورد".
منقول من