الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أما بعد
قال الله سبحانه وتعالى
((وأتموا الحج والعمرة لله))
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه إبن ماجه وصححه الالبانى فى الصحيحه أنه قال
(اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)
وهنا تجد معنى الاخلاص يظهر ظهورا جليا وواضحا وبه يتحقق اللتوحيد
مشهد أخر
عندما
نصعد إلى الصفا والمروه نقول(لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ
الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده
، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده)
وكما قال النبى صلى الله عليه
وسلم فى الحديث الذى رواه الترمذى (خير الدعاء دعاء عرفه وخير ما قلت أنا
والنبيين من قبلي لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير)
وهى جميعها أدعيه لبها وأساسها التوحيد
مشهد أخر
نجد أن الولاء والبراء له نصيب كبير من مشاهد الحج
فقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم أن يدخل مكه أو يحج إليها مشرك والحديث فى الصحيحين
لبى النبى صلى الله عليه وسلم بالتوحيد بدلا من تلبية المشركين
إمتناعه عن دخول الكعبه حتى تخرج منها الاصنام
أفاض من عرفه بعد الغروب خلافا لمشركين الذين كانوا يفيضون قبل الغروب
أفاض من المزدلفه بعد الفجر وقبل الشروق خلافا للكفار الذين كانوا يفيضون منها بعد الشروق
نهيه عن الطواف بالبيت عريان كما كان يفعل قريش
أمر لمن لم يسق الهدي بالتمتع خلافا للمشركين الذين يرون العمرة في الحج من أفجر الفجور.
عدم جواز الطواف إلا بالبيت لأن الطواف عباده وتحريم الطواف بقبر وحجر ونحوهما
الذبح والهدى لله لقوله تعالى
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين* لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)
وكلها ملامح ومشاهد توحيد تظهر فى ركن من أركان الاسلام
رزقناالله وإياكم حج بيته الحرام
__________________
رأيت
كُلَّ من يعثُر بشيء، أو يَزلِقُ في مطرٍ، يلتفتُ إلى ما عُثِر به، فينظر
إليه، طبعًا موضوعًا في الخلق: إما ليحذر منه إن جاز عليه مرة أخرى أو
لينظر -مع احترازه وفهمه- كيف فاته التحرز من مثل هذا؟! فأخذتُ من ذلك
إشارة، وقلتُ:
يا من عثر مرارًا! هَلَّا أبصرت ما الذي عثّرك، فاحترزت من مثله، أو قَبّحتَ.لنفسك -مع حزمها- تلك الواقعة؟!
فإن الغالب ممن يلتفتُ أنَّ معنى التفاته: كيف عثر مثلي -مع احترازه- بمثل ما أَرَى؟!
فَالعَجَبُ
لك! عثرت بمثل الذنب الفلاني والذنب الفلاني! كيف غرك زخرف تعلم بعقلك
باطنه، وترى بعين فكرك ماله؟! كيف آثرت فانيًا على باق؟! كيف بعت بِوَكْسٍ -
أي بنقص وخسارة-؟ كيف اخترت لذة رقدة على انتباه مُعَامَلةٍ؟!
آهٍ لكَ! لقد اشتريت بما بعت أحمال ندم، لا يُقِلّها ظهر، وتنكيس رأس أمسى بعيد الرفع، ودموع حزن على قبح فعل ما لمددها انقطاع،
وأقبح الكل أن يقال لك: بماذا؟! ومن أجل ماذا؟! وهذا على ماذا؟!